كُــتُب أثّـرت فِيّ / تعاون #عصفور_النافذة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أصدقاء

هذه التدوينة بتعاون مع #عصفور_النافذة من موقع نافذة المدونات.

 

” القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقاً، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب”   – عباس محمود العقاد

 

فالقراءة تجعلنا نعيش في كل زمان ومكان، تزيدنا فهما ونضجا، تصلح اعوجاج نفوسنا وتقوِّم لنا طريق سيرنا في هذه الحياة ومن الكتب ما يغير حياتنا ويؤثر فينا تأثيرا بليغا حتى يغير من شخصياتنا، وكما يدل عليه العنوان ستكون التدوينة عن الكتب التي أثرت فيّ وتركت أثرا فيّ سواء كان أثرًا نفسيا، سلوكيا، اجتماعيا ….. وبما أنني عدت للقراءة بعد انقطاع دام لسنوات فهذه الكتب التي أثرت فيّ لحد الآن من مجموع الكتب التي قرأتها.

 

(1)

قيمة الزمن عند العلماء لعبد الفتاح أبو غدة

قبل قراءتي للكتاب كان يضيع وقتي كبقية الناس في مواقع التواصل الاجتماعي بين فايسبوك وسناب شات وانستغرام ومن فيديو إلى آخر ومن تغريدة إلى أخرى حتى أمل وعندما أحس بانقضاء اليوم دون القيام بأدنى شيء يغذي روحي، ينمي عقلي، أزداد به معلومة أتحجج بأن الوقت غير كاف لإنجاز أي شيء وألقي باللوم على قلة الوقت وأتناسى أنني أنا السبب في ذلك كله، فـالأربعة وعشرين ساعة يمتلكها كل واحد منا الفرق يمكن في كيفية قضائها.

بدأت قراءة الكتاب علني أجد دواء لضياع الوقت بدون فائدة، علني أجد من يشتكي مثلي من ضيق الوقت فوجدت قصصا مختلفة لأناس صنعوا المجد وصنعوا التاريخ بـأربعة وعشرين ساعة التي أمتلكها أنا كذلك. حينها عرفت أن التقصير مني وتعلمت درسا عظيما من هذا الكتاب أنه يمكن أن أستغل كل دقيقة من دقائق عمري في شيء ينفعني، ينهض بي وينهض بأمتي.

فالكتاب استعرض حالهم وكيف كانوا يقضون أوقاتهم وفيما كانوا يستغلون دقائق أيامهم.

لا أجد ما أقول سوى أنه كتاب رائع يفوق الوصف، لله درها همم السلف والعلماء، نماذج مشرقة عرفوا معنى الوقت والحفاظ عليه فألفوا التآليف الكثيرة التي ما زالت تقرأ لحد الآن، كيف كان أحدهم لا يأكل الخبز لأنه يضيع وقته في مضغه. نماذج كثيرة تجعلنا نقف وقفة محاسبة مع أنفسنا، نحن الذين نضيع أعمارنا وأوقاتنا دون فائدة تذكر.

لا أنسى أن أذكر نفسي وإياكم باقتباسات كلما ضللت الطريق قرأتها لأعود مرة أخرى

● قال الإمام ابن الجوزي :  ” كل نفس خزانة، فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم“

● كان الجاحظ يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر في الكتب.

 

وكما ذكر الكاتب في قوله تعالى “وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم”  أن شرف الوقت لا يعرفه إلا الموفقون، فاللهم وفقنا لاغتنام أوقاتنا وقربنا إليك وزدنا علما وعملا.

 

(2)

قوة الحب والتسامح للدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله تعالى

 

تعلمت من هذا الكتاب الكثير والكثير من أساليب التعامل مع الآخرين التي كنت أفتقدها، تحدث الكاتب عن قوة الحب والتسامح وبسط في كل واحد منها فالتسامح كما قال شيء يتعلمه الإنسان بسهولة لكن تنفيذه صعب، فعلًا كم مرة أساء لنا أحد الأقارب أو الأصدقاء وقلت مع نفسك أنا أسامحه لكن كلما تذكرت الموقف الذي حصل لك معه تطفو كل مشاعر الغضب والحزن على نفسك وتقاسيم وجهك مرة أخرى. ليس لدينا الوقت في هذه الدنيا للحزن والتضجر والضيق والغضب من أشخاص أو مواقف معينة فلننس ولنسامح لنعيش باطمئنان وسلام مع أنفسنا ومع الآخرين.

سامح غيرك لأن لكل شخص عيوبه، فتقبل غيرك حتى يتقبلك الآخرون.

 

(3)

كتاب القراءة المثمرة للدكتور عبد الكريم بكار

مذ عدت للقراءة مع بداية هذا العام الجديد بدأت بهذا الكتاب فكان كالبوصلة التي تحدد لي الطريق الصحيح الذي علي أن أسلكه.

أنت تعلم وأنا أعلم بل وكلنا يعلم أن أصعب نقطة في كل أمر نقوم به هي البداية.

فلكي تكتسب عادة القراءة عليك أن تجاهد وتجاهد ولو أن تقرأ كل يوم صفحة واحدة فقط من كتاب وهذا ما فعلته حتى بدأت أكتسبها شيئا فشيئا والحمد لله راضية بما وصلت إليه اليوم وأطمح أن أبقى على هذه الوتيرة.

جعلني هذا الكتاب أفكر في عالمنا العربي بل محيطنا الذي نعيش فيه، كم غابت منه معاني القراءة وشراء الكتب ووجود المكتبات في كل بيت، وكما قال الدكتور عبد الكريم بكار ” سيكون من المؤسف أن تحتاج أمة أول كلمة نزلت في كتابها ودستورها كلمة (اقرأ) إلى من يحثها على القراءة ويكشف لها عن أهميتها في استعادة ذاتها وكيانها”.

 

فلنحيي عادة القراءة من جديد في كل بيت، وكل شارع، وكل مدينة، وكل دولة.

 

وأختم بمقولة رائعة تستحق التأمل

“Today a reader, tomorrow a leader.”

Margaret Fuller

 

ودمتم بسعادة أصدقائي